wgs_logo
His-Excellency-Mohamed-Saif-Al-Suwaidi
تم النشر في

February 12, 2025

صندوق أبوظبي للتنمية: شريك ريادي في التنمية المستدامة

مع تجاوز الزمن عتبة النصف قرن منذ تأسيس صندوق أبوظبي للتنمية محتضناً فيه عقد من شراكته مع قمة الحكومات، تجد التشابه الكبير بين بدايات الزمن في كليهما، التصميم والشغف لصنع الفرق في تميز الحكومات وحياة المجتمعات حول العالم. ولأن هذا ما كان يؤمن به زايد المؤسس - رحمه الله، عندما قرر تأسيس الصندوق في يوليو 1971، مستشرفاً برؤيته الطموحة الحاجة إلى منظمات تتعدى محيطها المحلي وتمد يد العون للآخر وتسخر مواردها وإمكاناتها في تحسين جودة العيش لإنسان ما، حاصرته الظروف في بلد قلة فيه الفرص وندرة فيه الموارد الحياتية.

وبهذه الرؤية عمل صندوق أبوظبي للتنمية طيلة الخمسين عاماً ويزيد، في تنمية المجتمعات والوقوف مع الإنسان الذي يتعدى به نمط المساعدات العادية، إلى صناعة فرص رفاهية العيش المستدام وتهيأت ظروفه. وأستثمرها في شراكته من خلال عشر سنوات مع قمة الحكومات. عمل فيها بنقل خبراته ومعارفه في العمل التنموي إلى مستوى الحكومات ومنظماتها، لتتكامل الأدوار وتتعاظم الفوائد ويتمكن الإنسان.

أعمال الصندوق تمثل جزءًا مهماً ومترابطاً مع توجهات واستراتجيات الدولة، عبر منظومة متكاملة تبنتها الحكومة ويحرص على دعمها وتطورها قادتها حفظهم الله. فمنذ تأسيس الصندوق وما تبعه من منظمات ومكاتب وكذلك تشريعات وسياسات داعمة. وصولاً إلى تطوير مكتب تنسيق المساعدات الخارجية في عام 2013، وإطلاق سياسة الإمارات للمساعدات الخارجية في عام 2017. نقف اليوم على إنجازات تاريخية غيرت شكل ومضمون العمل التنموي.

فبما يرنوا عن 35 دولة استفادت من برنامج الإمارات لتبادل الخبرات الحكومية، أنجزت فيه الإمارات تدريب ما يزد عن 3.2 مليون إنسان من خلال 3500 ورشة عمل وأكثر من 400 مبادرة تدريبية. وصندوق تخفيف الفقر والنمو الذي أسسته الإمارات كأول صندوق من نوعه بتمويل بلغ 200 مليون دولار، لدعم الدول النامية والمنخفضة الدخل، والعديد من البرامج والمبادرات الإستثنائية. تبرهن الإمارات عزمها التاريخي منذ التأسيس على عموم الخير للناس وشمولية التنمية.

بهذا المنهج الإماراتي الواضح المعالم والممتد عبر التاريخ، أظهر صندوق أبوظبي للتنمية ريادة واضحة في مجال الشراكات من أجل الأهداف وساهم في تحويل غايات أهداف التنمية المستدامة إلى واقع معاش، وبمنظومة تراعي كافة الجوانب بدراسات جدوى شاملة وتحليلية لضمان أن تكون المشاريع متوافقة مع أهداف التنمية وبما يضمن تحقيق تأثير إيجابي طويل الأمد، يحسن حياة الناس.

اليوم تفخر الإمارات بهذا الصرح التنموي العالمي الأثر، إذا بلغ حجم التمويلات التنموية والاستثمارية التي خصصها صندوق أبوظبي للتنمية 229 مليار درهم، تنوعت بين الأهداف التنموية، في 107 دول. أن هذه الجهود الاستثنائية القيمة كانت ولا تزال محط أنظار العالم، فالإشادات العالمية التي حصل عليها الصندوق تعكس نجاح هذه التجربة الإماراتية بإمتياز ودورها المحوري في تحقيق الأهداف التنموية. والتي توجت بحصول الصندوق مؤخراً على جائزة الأمم المتحدة للشراكات من أجل الدول الجزرية الصغيرة النامية لعام 2024 عن الفئة الاقتصادية من خلال مبادرتي دعم مشاريع الطاقة المتجددة في جزر المحيط الهادئ والكاريبي. ليكون هذا الفوز كأول مؤسسة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، علامة فارقة للصندوق وتقديرًا لدوره الريادي. ليستمر في تحديث وتطوير استراتيجيات تتماشى مع التغيرات العالمية والتحديات المستجدة، جامعاً بين الرؤية الطموحة والإمكانات المتميزة لخلق أثرٍ حقيقي ٍإيجابيٍ ومستدام يسهم في تحسين حياة المجتمعات حول العالم.